روى عمران بن حصين أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: “لا جَلَبَ، ولا جَنَبَ – زاد يحيى في حديثه – في الرَّهان”. أخرجه ابن حجر العسقلاني في “التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير”، وابن القيم في “الفروسية”، وشعيب الأرناؤوط في ” تخريج المسند”، وأبو داود، وصححه الألباني، وقال الترمذي: حسن صحيح. الجَلَب في السباق: أن يتبع الفرس شخص، فيزجره، ويصيح؛ ليحثه على الجري. وفي هذا الحديث إباحة زجر الخيل أثناء السباق؛ حتى يثيره همته في السباق.
الكاتب: mohamed saleh
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «ليس على المسلم صدقة في عبده ولا فرسه». رواه البخاري ومسلم. وفي رواية مسلم: «ليسَ علَى المُسْلِمِ في عَبْدِهِ ولا فَرَسِهِ صَدَقَةٌ». وفي لفظ «إلا زكاة الفطر في الرقيق». وجاء في حاشية “إحكام الإحكام شرح عمدة الأحكام” أنه: اجتمع الجمهور على عدم وجوب الزكاة في عين الخيل. واحترزنا بقولنا “في عين الخيل” عن وجوبها في قيمتها إذا كانت للتجارة. وأوجب أبو حنيفة في الخيل الزكاة. وحاصل مذهبه: أنه إن اجتمع الذكور والإناث وجبت الزكاة عنده قولاً واحدًا. وإن انفردت الذكور أو الإناث:…
الخيل الشقر هي الخيل التي لونها أحمر صافٍ، وورد حديث عن تفضيل الخيل الشقر، وهو ما رواه ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يمن الخيل في شقرها». رواه أبو داود والترمذي وأحمد، وإسناده حسن، حسنه الترمذي وغيره. وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داوود، وشعيب الأرناؤوط في تعليقه على المسند، ورواه السيوطي في “الجامع الكبير”، وقال: حديث حسن، ورواه الوادعي في “المسند الصحيح”. وفي رواية الترمذي في سننه، عن عبد الله بن عباس: «يمن الخيل في الشُّقْر». وهو حسن غريب. ومعنى الحديث أن الخيل الشقراء تكون ميمونة، أي فيها خير وبركة. والعرب تقول؛ أكرمُ الخيل وذوات…
روى البخاري أن راشد بن سعد قال: كان السلف يستحبون الفحولة؛ لأنها أجرأ وأيسر. وقال الحافظ في “الفتح”: وقوله: أجرأ وأيسر، بهمز “أجرأ” من الجرأة، وبغير الهمز من الجري، وأجسر بالجيم من الجسارة، وحذف المفضل عليه اكتفاءً بالسياق، أي من الإناث أو المخصية. وروى أبو عبيدة في كتاب “الخيل”: عن عبد الله بن محيريز نحو هذا الأثر، وزاد: وكانوا يستحبون إناث الخيل في الغارات والبيات. وروى الوليد بن مسلم في “الجهاد” له من طريق عبادة بن نسي وابن محيريز أنهم كانوا يستحبون إناث الخيل في الغارات والبيات، ولما خفي من أمور الحرب، ويستحبون الفحول في الصفوف والحصون، ولما ظهر من…
عن عمر بن الخطاب، قال: حملتُ على فرس عتيق في سبيل الله، فأضاعه صاحبه، فظننت أنه بائعه برخص، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: «لا تبتعه، ولا تعد في صدقتك، فإن العائد في صدقته كالكلب يعود في قيئه». رواه مسلم والبخاري و ابن عبد البر في “التمهيد”. الفرس العتيق: النفيس. وفي هذا الحديث أعان الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- رجلاً على الجهاد في سبيل الله، بأن أعطاه فرسا ليغزو عليه، فقصَّر الرجل في الإنفاق عليه، وأتعبَه حتى ضعف الفرس، وهو ما دعا ابن الخطاب إلى أن يشتريه منه، ولكنه تردد؛ لأنه يعلم أنه سيكون…
عن أبي كبشة الأنماري – رضي الله عنه – قال: قال – صلى الله عليه وسلم – : «من أطرق فرسه مسلما كان له كأجر سبعين فرسا حمل عليه في سبيل الله فإن لم تعقب كان له كأجر فرس يحمل عليها في سبيل الله». أخرجه ابن حبان وأحمد، وصححه الألباني في “الإرواء”. والطرق هو ما يُعرَف بالتشبية. يقال أطرقَ فلانٌ فحلاً: أي أعاره إيَّاه لِيُلْقِح فرسًا. وعن ابن عمر قال: ما تعاطى الناس بينهم قط، أفضل من الطرق، يطرق الرجل فرسه فيجري له أجره، ويطرق الرجل فحله فيجري له أجره. والطرق أو التشبية لم يكن عند بدو الجزيرة العربية لكل…
روى أبو ذر الغفاري – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم-: «ما من فرس عربيّ إلا يؤذنُ له عند كلِّ سَحر بكلمات بدعوتين: اللهمَّ خوَّلْتَني مَنْ خوَّلْتَني من بني آدم، وجعلتني له، فاجعلني أَحبَّ أَهله وماله – أو من أَحبِّ أَهله وماله – إليه» أخرجه الإمام النسائي في “الصحيح”، وأحمد بن حنبل في “المسند” باختلاف يسير، والدارقطني في “العلل”، والألباني في “صحيح الترغيب”. وروي أن معاوية بن حديج مر على أبي ذر، وهو قائم عند فرس له، فسأله ما تعالج من فرسك هذا؟ فقال: إني أظن أن هذا الفرس قد استجيب له دعوته!…
روى سهل ابن الحنظلية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إِنَّ الْمُنْفِقَ عَلَى الْخَيْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، كَالْبَاسِطِ يَدَيْهِ بِالصَّدَقَةِ لَا يَقْبِضُهَا”. رواه أحمد، والألباني في صحيح الجامع. وعن قيسٍ التَّغلبيِّ – وكان جليسًا لأبي الدَّرداءِ رَضِيَ اللهُ عنه بدِمَشْقَ- أنَّه كان رجُلٌ مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُقالُ له: ابنُ الحَنظليَّةِ الأنصاريُّ، وكان رَضِيَ اللهُ عنه رجُلًا متوحِّدًا قلَّما يُجالِسُ الناسَ، إنَّما هو في الصَّلاةِ، فإذا انصرَفَ فإنَّما هو تسبيحٌ وتهليلٌ وتكبيرٌ حتَّى يأتيَ أهلَهُ، قال: فمرَّ بنا يومًا ونحنُ جُلوسٌ عِندَ أبي الدَّرداءِ، فسلَّمَ، فقال له أبو الدَّرداءِ: كلمةٌ ينفَعُ اللهُ بها ولا تضُرُّكَ،…
عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: «قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- لا عَدوى، ولا طِيَرَة، وإنما الشؤم في ثلاث: في الفرسِ، والمرأةِ، والدَّارِ». وفي رواية: «ذكروا الشؤم عند النبيِّ – صلى الله عليه وسلم-، فقال: إن كان الشؤم: ففي الدَّارِ، والمرأة، والفرس». أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية مسلم «في المرأة والفرس والمسْكَن». وقال ابن حجر العسقلاني في “فتح الباري”: “قال القرطبي ولا يظن به أنه يحمله على ما كانت الجاهلية تعتقده بناء على أن ذلك يضر وينفع بذاته؛ فإن ذلك خطأ، وإنما عنى أن هذه الأشياء هي أكثر ما يتطير به الناس،…
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: إذا أردت أن تغزو؛ اشتر فرسًا أدهم، أغر، محجلاً، مطلق اليمنى؛ فإنك تغنم وتسلم”. أخرجه الحاكم، والطبراني في “المعجم الكبير”. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي، وأقره المنذري في “الترغيب”، وأخرجه الألباني في “صحيح الترغيب” و”السلسلة الصحيحة”، والسيوطي في “الجامع الصغير”، وقال: حديث صحيح. وفي هذا الحديث حضٌّ على اقتناء الخيل الأدهم الأغَرِّ المحجل مطلق اليمنى. والأدهم هو ما اشتدَّ سوادُه، وهو فرس عنترة بن شداد، ذكره ابن الكلبي في “أنساب الخيل”، و”ابن الأعرابي”، و”المخصص”. وقال عنترة عنه: يدعون عنتر والرماح…