قال تعالى: “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ” (الأنفال: 60) قال الإمام الطبرى في تفسير هذه الآية الكريمة أن فيها ست مسائل: الأولى قوله تعالى “وأعدوا لهم”، حيث أمر الله سبحانه المؤمنين بإعداد القوة للأعداء بعد أن أكد تقدمة التقوى. فإن الله سبحانه لو شاء لهزمهم بالكلام والتفل فى وجوههم وبحفنة من تراب، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه أراد أن يبتلى بعض الناس ببعض بعلمه السابق وقضائه النافذ.…
الكاتب: mohamed saleh
ثابر عباس باشا وقواده على تتبُّع أجود السلالات من الخيول العربية الأصيلة، وتنافسوا فى اقتنائها، وبذلوا فى ذلك كل غالٍ ونفيس؛ من أجل عمل كتاب يُدوِّن أصول الخيل التى اقتنياها وعدم الاكتفاء بالحكى الشفاهى وإثبات مواليد هذه الخيول فى سجلات نهضة التدوين عن الخيل. فالمخطوطة الثانية لعباس باشا الأول هى أول كتاب يُدوِّن ويوثِّق تاريخ الخيول التي جلبوها من الجزيرة العربية إلي إسطبلاته في مصر، كما توثِّق حكاوى البدو عنها، حيث تَنقّلَ رجال عباس باشا بين جميع قبائل نجد، وقابلوا شيوخها، وأصحاب مرابط الخيل، وكل مَنْ له معرفة بأصول الخيل ومواصفاتها، فدوَّنوا المعلومات التى جمعوها من أفواه الرواة، ورتَّبوها ترتيبًا…
سعيد شرباش يكتب يُعَدُّ سباق الخيل على مدار قرون عديدة – ولا يزال – هواية مفضلة بين سكان وادى النيل، خاصة فى العصور القديمة، فقد استخدم الفراعنة مركباتهم الخفيفة السريعة التى تجرها أفضل وأجمل الخيول كما هو مُدوَّن على جدران المعابد، ومن الملوك البارزين فى سباق الخيل أمينوفيس الثانى. كان والده تحتمس على يقين بأن ابنه أمينوفيس الثانى (1450ـ 1415 قبل الميلاد) سيكون قادرًا على الإمساك بزمام الإمبراطورية التى أسسها. كان أمينوفيس فى سن الثامنة عشرة، ولكنه كان ناضجًا، تعلم كيف يدرب ويركب الخيول، ولم يكن هناك من هو أحسن منه فى الجيش، أو يستطيع هزيمته فى أى سباق للخيل،…
وُلِدَ محمد علي في مدينة قولة الساحلية، في جنوب مقدونيا، عام 1769م لعائلة ألبانية، وكان أبوه إبراهيم أغا، رئيس الحرس المنوط بخفارة الطويف في البلدة، إبان الحكم العثماني. وكان لوالده سبعة عشر ولدًا، لم يعش منهم سوى محمد علي، ومات عنه أبوه، وهو صغير السن، ثم لم تلبث أمه أن ماتت، فصار يتيم الأبوين، وهو في الرابعة عشرة من عمره، فكفله عمه طوسون، الذي مات أيضًا، فكفله الشوربجي، صديق والده، الذي أدرجه في سلك الجندية، فأبدى شجاعة وبسالة وحسن تصرف وتدبير. واهتم بأن يعلمه طرق استخدام الأسلحة؛ ليصبح فارسًا عظيمًا، وكان تعلم الفروسية من أساسيات الصعود للسلطة فى تلك الأوقات…
يقول محمد افندي لاز مؤلف كتاب”مرشد البياطرة فى هيئة الخيول الظاهرة”: هذا المختصر مستنبط من جملة دروس تقرؤها الضباط عند التعليم فى مدرسة، ويشتمل على عدة مواد علمية بها تتحصل الضباط، وهكذا الأونباشية، على منافع عظيمة بالنسبة لخدمتهم اليومية، حيث يوجد فيه ما به تُعرَف بتركيب ونظام الخيول والوظائف الأصلية للأجهزة العضوية والعلامات الممكن بواسطتها معرفة جودة ورداءة الخيول والتأثيرات التى تحدثها الفواعل الظاهرة على صحة الخيول. وهذه العلامات اللازم اتباعها للمساعدة على تأثير الفواعل النافعة، وتحويل تأثير الفواعل المضرة والتعريفات المتعلقة بمعرفة طبائع خيول الجيوش والطرق التى يلزم التمسك بها عند مشترى الخيول وبالجملة الأمراض التى من أجلها تُرفَتُ…
يصف كلوت بك محمد علي باشا فى كتابه “لمحة عامة عن مصر” قائلاً: هو رَبْعُ القامة، لا يتجاوز ارتفاع قامته خمسة أقدام وبوصتين، بدين الجسم دموى المزاج عصبيه إلى الدرجة القصوى. كان شعر رأسه ولحيته فى إبان شبابه على شيء من الصهوية، مكشوف الجبهة بارزها، وفى حاجبيه نتوء ظاهر. أما عيناه فكستنائيتا اللون فى صفاء ووضوح وغائرتان فى الحاجبين. متوسط حجم الأنف فى سعة وانتفاخ عند المنخرين، صغير الفم. ملتوی الشاربين فى طرفيهما، أبيض شعر اللحية فى غير كثافة، ويتألف من مجموعة هذه الملامح فيه سحنة محبوبة جذابة للدرجة القصوى، ووجه تبدو فيه نضرة الحياة وعلائم الحركة والقوة، وله عينان…
أحمد بن طولون هو مؤسس الدولة الطولونية فى مصر، والتى حكمت لمدة 36 عامًا من عام 868 حتى 904 م. أرسله الخليفة العبَّاسي حاكمًا على مصر، فأعلن ابن طولون نفسه حاكمًا مستقلاًّ. بنى أحمد بن طولون مدينة القطائع؛ لتكون عاصمة له ولحكمه في مصر طَوالَ العصر الطولوني، وشيَّد فيها قصرًا كبيرًا به ميدان للعب الصولجة. كما أنشأ إسطبلاً لتربية الخيول، واهتم بعدد منها، وخلفه فى الحكم ابنه خماروَيْهِ، الذى اهتم هو أيضًا بالخيول وتربيتها. وأصبحت رياضة الصولجان من أهم الرياضات التى تحظى باهتمام ورعاية من الحاكم نفسه. وكان الأمراء ينقسمون إلى مجموعتين: فريق مع السلطان، وفريق مع أمير الأمراء، وبأيديهم…
من قصص عباس باشا الإنسانية مع الخيل، والتي تُروَى فى عشقه لها وتقديره للأصايل، أنه أهدى ملكة بريطانيا الحصان الصقلاوى “دربى”، لكن هذه الهدية لم تقدِّرها الملكة، وباعت الحصان، فاشتراه أحد التجار، وباعه في الهند، وعندما علم بذلك الباشا غضب غضبًا شديدًا، وأرسل إلى البدو الذين ربَّوا الحصان، وقال لهم: هل تميزون الحصان “دربي”؟ فأقسموا أنهم سوف يميزونه من بين ألف حصان مشابه له، فأرسلهم إلى الهند بصحبة مندوب موثوق به، وفعلاً عادوا ومعهم الحصان، واستغرق ذلك سنة كاملة، وكما يُروَى تكلف البحث عن الحصان خلال تلك الفترة 500 جنيه إسترليني. وقصة أخرى تُروَى عن عباس باشا عندما أوفد على…
قرر محمد علي باشا إنشاء إسطبلات فخمة كبيرة جديدة في سهل شبرا بعد مسافة قصيرة من السكن الصيفى له ، المبانٍ أكثر اتساعًا وفخامة ؛ جيدة التهوية تليق بمكانة الباشا العظيم، وتعكس مدى حبه للخيول ، حيث كانت شبرا عبارة عن حدائق فخمة، وأهم ما فى هذه الحدائق انفساحها ومدى حسن تنسيقها ومكانها بقرب النيل على مسافة فرسخ واحد تقريبًا من القاهرة شمالاً، ويوصِّل إليها طريق واسع مستقيم مظلل بالأشجار، وتحوى هذه الحديقة دارًا خلوية أنشأها الوالى على نمط المبانى البيزنطية، وجمع بداخلها من الرياش الجميل والأثاث الثمين ما يلفت النظر بحسنه تنسيقًا فى الوضع وسلامة ذوق فى الاختيار. وبطرف…
ساهم الخديوى عباس حلمى الثاني في تطوير الخيل العربية الأصيلة، وذلك بأن أسس رسن الهدب، الذي كان له دور كبير في إنتاج خيل أكثر جمالاً وقوة واتزانًا. الخديوى عباس هو الحاكم رقم 7 لمصر فى عهد الأسرة العلوية، فهو ابن الخديوى توفيق بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد على، وهو أكبر أولاد الخديوى توفيق. وُلِدَ فى غرة جمادى الآخرة سنة 1291 هـ (14 يوليو 1874م)، والتحق فى يناير 1881 بالمدرسة العليا التى كان أبوه قد أنشأها فى عابدين، وفى سنة 1884م التحق هو وأخوه بمدرسة هكسوس بسويسرا، ثم انتقلا سنة 1888م إلى مدرسة ترزيانوم بالنمسا؛ لدراسة العلوم السياسية والعسكرية. وعند…